منذ أن أدرك الإنسان وجود الله سبحانه وتعالى ومدى تقربه بالفطرة إليه فقد نشأ على الفطرة.
وأصبحت حياته كلها موجهة لله، ولعمل الخير، وفى كثير من الأوقات، يقابل الإنسان حالات يعجز العقل عن إدراكها.
ومنها حالات يغيب فيها الوعى عن الدنيا، كمن يدخلون فى غيبوبة عميقة، ولكن يبقى وجدانه متعلقا بأقرب الأشياء، التى كانت قريبة من قلبه وهو فى كامل وعيه.
وكم رأينا دلالات على قدرة الله عز وجل فى إثبات ألوهيته على البشر من داخل أنفسهم، وكيفية خلقه لهم.
وبعد أن انتهى عصر النبوة والمعجزات النبوية قد توقفت، إلا أن المعجزات الإلهية لم تتوقف إلى يومنا هذا، فكل يوم تحدث معجزة إلهية لأحد من البشر.
قد تغير من حاله أو من حال أهله أو من حال أحد ممن سمع عنه، وقد ذهب البعض إلى تسمية ذلك بـ (الكرامات).
فعندما تحدث معجزة خارجة عن تصور العقل أو إدراكه (قوة خارقة)، فيدعونها (كرامة).
وبعض البشر يسيئون استعمالها، وفهمها، ويتخذونها وسيلة للحصول على منفعة ما.
وليست عبرة أو عظة، وهناك حالات كثيرة حدثت فيها المعجزة الإلهية على بشر يشهد لهم بالصلاح.
كان عمى رحمه الله الدكتور الحسينى أبو فرحة حافظا لكتاب الله.
وقد أصابته جلطة فى المخ، ولم يكن يتذكر الكثير عمن حوله، لكنه لم ينس كلام الله أبدا وسيرة رسوله الكريم.
فإذا سألته عن رسول الله أجاب، وإذا سألته عن أم رسول الله أجاب باسمها، والغريب أنه لم ينس الذكر، فدائما يذكر الله كثيرا، ولا يتذكر من حوله، رحمه الله.
وأدخله فسيح جناته مع النبيين والصالحين، والحالة الأخرى لشاب كان كثير الذكر بالله، وقد أصيب بغيبوبة تامة.
وكان أهله يضعون له مسجلا به قرآن، فإذا قُرأ القرآن، وجدوا الدموع تنهار من عينيه.
قد نتفق أو نختلف، لكن هناك من يرى أن أى معجزة تحدث قد تأخذ جانبا دينيا على الفور، وصاحب كل دين يفسر ما حدث على أنه رسالة دينية، ومعجزة لهذا الدين أو ذاك.
ولكن إذا حدثت بالفعل فقد يكون لها وجهان، الأول إظهار قدرة الله سبحانه وتعالى فى مخلوقاته، والوجه الآخر هو تذكير البشر بأنهم مازالوا فى أول الطريق لمعرفة قدراتهم التى خلقها الله فيهم.
قديما كان كل صاحب قدرات خاصة، توضع له هالة، ويقام له مقام، أو نصب خاص به، ويقولون عنه إنه من أولياء الله الصالحين، ولهم (كراماتهم حتى وهم متوفون).
ولكن فى عصرنا الحالى ظهر الكثيرون من البشر(بقوة خارقة) يعجز الكثير منا على إدراكها مثل من أعطاه الله القوة على رفع سيارة أو تحطيم شجرة أو ما شابه.
فاليوم نقول عليه عنده قدرات خاصة، ولا نقول إنه ولى من أولياء الله الصالحين، هل انتهى عصر الأولياء ذوى القدرات الخاصة؟
فهل نكون مما يذكرون الله فيذكرهم؟ قال الله تعالى:{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِى خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (191) سورة آل عمران.
فهل يتعلق الوجدان بكلام الله وسيرة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ونحن غائبون عن الوعى؟
فهناك حالات مشابهة لفاقدى الوعى ولكن تبقى أرواحهم هائمة فى حب الله , مشتاقة لرؤيته , تدمع العين لسماع كلام ربها , فنرى الكثير من المرضى يقوم أهلهم بقراءة القران الكريم لهم على أسماعهم.
كنوع من أنواع التقرب إلى الله، وفى رأى أن هذا ينشط خلايا الإدراك لدى المرضى الذين كانوا قريبين من الله ويعيد لهم حواسهم التى أجهدت من شدة المرض.
ويزيد من مناعتهم والعمل على عودتهم للحياة سريعا.
لقد أحب الناس الكثير من أولياء الله الصالحين , وذلك لأن الله أحبهم فحبب الناس فيهم.
فالزمن يغير البشر والعقول ويزيد من معرفة الإنسان بالحق والصواب ولا ننسى أن هذه الحياة قصيرة مهما طالت لابد لها من نهاية والسؤال هنا (هل تعتقد أن الله يحبك؟) ولماذا يحبك؟
ولمعرفة الإجابة انظر حولك وقل لنفسك أنا أصلى أصوم أساعد الآخرين أصل الرحم.
أكف أذاى عن الآخرين، أدعو لحسن الخلق وأبى وأمى راضين عنى ولا أعصى لهم أمرا وجميع من حولى من جيران وأهل يحبوننى – إلى آخره، فإذا كنت كذلك فأعلم أن الله قريب منك مجيب دعوتك إذا دعوته, لقوله تعالى ({وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ---} (سورة غافر: من الآية60).
من ظن انه فى الحياة ضيف فلا يغضب مُستضيفه، وإذا ابتسمت لك الحياة فلا تنس الله وحافظ على ِرضاه.
الكاتب: محمد فاروق أبو فرحة
المصدر: موقع اليوم السابع